تروي الكاتبة الأميركية "ليان رالف" أنها التقت يوماً في دار للمسنين امرأة مقعدة تبلغ من العمر مئة عام، تقرأ أسبوعياً كتاباً واحداً على الأقل. وهو أمر أدهشها وجعلها تسأل العجوز عن السر في ذلك وكان جواب العجوز في غاية من البساطة حيث ردت قائلة : " إن سنّي ووضعي الصحي لا يسمحان لي بالانتقال إلى أبعد من بوابة دار العجزة على كرسي نقّال. ولكنني حين أقرأ كتاباً، فإنني أنتقل حيثما شئت، وفي أي وقت أشاء، من دون طلب المساعدة من أحد".
فانتقل أخي القارئ أنت أيضا حيثما شئت، وفي أي وقت تشاء عبر بوابة المطالعة . لتثري زادك اللغوي ، وتقوي مقدرتك على التعبير والتحرير .
الكلاب أوفى من بعض البشر..
يقال ان ملك أمر بتجويع 10 كلاب لكي يرمي لهم كل وزير يخطئ فيأكلوه،
فقام أحد الوزراء باعطاء رأي خاطئ لم يعجب الملك، فامر برميه للكلاب ،
فقال له الوزير انا خدمتك 10 سنوات وتعمل بي هكذا!! أمهلني 10 أيام قبل تنفيذ هذا الحكم،
فقال له الملك لك ذلك ،
فذهب الوزير الى حارس الكلاب وقال له أريد ان أخدم الكلاب فقط لمدة 10 أيام، فقال له الحارس وماذا تستفيد، فقال له الوزير سوف أخبرك بالأمر مستقبلا، فقال له الحارس لك ذلك ،
فقام الوزير بالاعتناء بالكلاب واطعامهم وتغسيلهم وتوفير لهم جميع سبل الراحه،
وبعد مرور 10 أيام جاء تنفيذ الحكم بالوزير وزج به في السجن مع الكلاب
والملك ينظر اليه والحاشيه
فاستغرب الملك مما رآه
وهو ان الكلاب جاءت تبصبص تحت قدميه ،
فقال له الملك ماذا فعلت للكلاب
فقال له الوزير خدمت هذه الكلاب 10 أيام فلم تنسى الكلاب هذه الخدمه
وأنت خدمتك 10 سنوات فنسيت كل ذلك،
طأ طأ الملك رأسه
وأمر بالاعفاء عنه .
إهدآء لـ نآكرين المعروف واللّـي يكرهونك من اوّل زلّـه وينسون كل اللّـي سوّيتـه لهم من أول غلطـه
__________________________
مللت الرقص بـ زاويه الغرفه
مللتُ تسريح شعري أمام المرآة ..
وتلوين شفتاي بماء " التوُت ..
وصَبغ وجنتاي بِ رذاذ ِ الزّهر ..
مللت ُ البراءة ..!
وكرهتُ الرتابة .. !
أعتدت ان أكون " متمرّدة "
أضرب قدماي ب أرض الطيش | عنوة
حتى تسْمع فرقعة خلِخالي ~
وتستيقظ بكْ أفكار المراهقين .."
و يوسْوس لكَ الشيطان ب جريمه
وتنظر اليّ ب آبتسامة خبُث ..
فأنّي /أعْشَقـُهـَـا ~
و تسكنْ " خصري النّحيل ..
وتلامِسْ .. فتنة الخلخال ~
حينها " آكون بين يديك طفلة ب نوايا شرّيره
وأنت رجل ٌ بـِـ نية آفتراس ,
كلانا نهوىالعَبثْبِــ النوايا و براءة الأفكار
نبغضْ الملل و لم يعُد يستهوينا " التحفّظ "
لا يعُجبني كلام النسَاء عن النٌضج و آلتزام العقل ,
رغم آنني أعتدت ذلك منذ الأزل !!
ربما أهزّ رأسي بــِ الـ " نعم
لكن النبض بي ..
يلوّح يمنة ً و يسرة " رافضا ً حتى الفكرة !
مللت ُ الرقصْ بــِ زاوية الغرفة ,
لايسمعني سوى حظور الظلال ,
و أقلام التـّلال ..
حتما ً سَ أخرج من الغرفه ..
وان كنت لا آملك سوى خلخالي و وشاح ٍ ال عطر ~
لكنني لن أغوي الرجال ..
ولن تستهويني لفت أنظارهم اليّ ..
ولن أمرّ من أمامهم .. ولا حتى ضرب قدماي من حولهم ,,
فأنا ذاهبة ً اليه "فقط
قاصدة مكانه .. هُناك قابعا ً ب زاوية الحياة
وحيدا ً .. يندب حظّه و تفاهات " القدر ~
.
سيدي
ألا تَعلم انّ القـدر بين يدَيك ؟!
_____________________
قصة جميلة جدا
طلب موسى عليه السلام يوما من الباري تعالي أثناء مناجاته أن يريه جليسه بالجنة في هذه الدنيا
فأتاه جبرائيل على الحال وقال: يا موسى جليسك هو القصاب الفلاني .. الساكن في المحلة الفلانيه
ذهب موسى عليه السلام إلى دكان القصاب فرآه شابا يشبه الحارس الليلي وهو مشغولا ببيع اللحم
بقى موسى عليه السلام مراقبا لأعماله من قريب ليرى عمله لعله يشخص ما يفعله ذلك القصاب
لكنه لم يشاهد شئ غريب
لما جن الليل اخذ القصاب مقدار من اللحم وذهب إلى منزله .
ذهب موسى عليه السلام خلفه وطلب موسى عليه السلام ضيافته الليلة بدون أن يعرّف بنفسه
فأستقبله بصدر رحب وأدخله البيت بأدب كامل وبقى موسى يراقبه
فرأى عليه السلام أن هذا الشاب قام بتهيئة الطعام وأنزل زنبيلا كان معلقا في السقف
وأخرج منه عجوز كهله غسلها وأبدل ملابسها وأطعمها بيديه
وبعد أن أكمل إطعامها أعادها إلى مكانها الأول . فشاهد موسى أن الأم تلفظ كلمات غير مفهومه
ثم أدى الشاب أصول الضيافة وحضر الطعام وبدأوا بتناول الطعام سويه
سئل موسى عليه السلام من هذه العجوز ؟
أجاب : هي أمي .. أنا أقوم بخدمتها
سئل عليه السلام : وماذا قالت أمك بلغتها ؟؟
أجاب : كل وقت أخدمها تقول :غفر الله لك وجعلك جليس موسى يوم القيامة في قبته ودرجته
فقال عليه السلام : يا شاب أبشرك أن الله تعالى قد استجاب دعوة أمك
رجوته أن يريني جليسي في الجنه فكنت أنت المعرف وراقبت أعمالك ولم أرى منك
سوى تجليلك لأمك واحترامك وإحسانك إليها
وهذا جزاء الإحسان واحترام الوالدين
___________________________
قانون الحياة
تأليف : جاك لندن ـ ترجمة : ر اتب رسلان
كان (كوسكوش )، الرجل الهندي الهرم، والزعيم السابق لقبيلته، جالساً على الثلج. كل مايستطيع فعله الآن هو الجلوس والإصغاء للآخرين. لقد ضعف بصره كثيراً بحكم سنه، لكن سمعه لايزال حاداً. آه! ذلك صوت حفيدته من ابنته -(سيتكوم توها ). إنها تضرب الكلاب جاهدةً لجعلها تقف أمام الزلاجات الثلجية من أجل تسريجها. لقد نسيت جدها مثلما نسيه الآخرون أيضاً. اضطرت القبيلة للبحث عن أراضٍ جديدةٍ للصيد. ثم تأجيلُ هذه الرحلة الثلجية طويلاً، والأيام تمرُّ بطيئةً موحشةً في القطب الشمالي. لم تستطع القبيلة أن تنتظر قدوم الموت، وكوسكوش كان يحتضر.
أوحت طقطقة جلود الحيوانات المتجمدة لكوسكوش أن خيمة الزعيم قيد الإزالة. الزعيم هو ابن (كوسكوش )، وهو صياد جبار، بينما يترك والده ليموت هنا وحيداً! استطاع كوسكوش أن يسمع صوت ابنه يحث النساء على عدم التقاعس في العمل، وأنصت باهتمام لأنها المرة الأخيرة التي يسمع فيها صوت ابنه، وسمع بعدها أنين طفل صغير، ومناغاة إحدى النسوة لتهدئته. لابد أنه (كوتي )، إنه ولد مريض، وسيموت قريباً، وسيحرق رجال القبيلة حفرة في الأرض الجليدية لدفنه فيها. ثم سيغطون جسمه الصغير بالحجارة لمنع الذئاب من الاقتراب منه. حسناً، مافائدة حياتنا؟ تمر بضع سنوات وفي النهاية نموت. الموت يتربص بنا، فاتحاً فاه جوعاً. ولاعجب في ذلك فالموت له بطن أشره من بطون جميع الكائنات الأخرى.
أنصت (كوسكوش ) لأصوات أخرى: صوت الحبال الجلدية المتينة الملتفة على الزلاجات لتثبيت أمتعة الرجال؛ أصوات السياط الجلدية اللاسعة تحث الكلاب على التحرك وجر الزلاجات. آه! أسمع أنين الكلاب من وطأ ذلك! الآن يرحلون! وفي هدأة صمت الليل المهيب تحركت الزلاجات واحدة تلو الأخرى. لقد خرجوا من حياته وتركوه وحيداً يواجه آخر ساعة مريرة له على وجه الأرض. لكن ماهذا الصوت؟ الثلج يرتصّ تحت وطء حذاء أحدهم. وقف رجل إلى جانبه ووضع يده بلطف على رأسه الهرم؛ لقد كان ابنه "البار". في تلك اللحظة ذهب خيال (كوسكوش ) إلى الماضي حيث كان الأبناء يتركون آباءهم الهرمين بدون وداعٍ. لم يوقظه إلا صوت ابنه:
سأله الابن: "هل تسير الأمور على مايرام؟"
أجاب (كوسكوش ) العجوز: "نعم، تسير الأمور على مايرام.."
قال الابن: "الحطب إلى جانبك وهاهي ألسنة اللهب تضطرم، الصباح رمادي، والبرد قادم. ستثلج السماء، لا بل إنها تثلج الآن".
أجاب الأب: "نعم، إنها تثلج الآن.."
ردّ الابن: "رجال القبيلة مستعجلون، بأحمالهم الثقيلة، وبطونهم الخاوية، إنهم يرحلون بسرعة لأن الطريق طويل. أنا راحل الآن. هل كل شيء على مايرام؟"
"كل شيء على مايرام... أنا مثل ورقة في آخر سنة لها تلتصق بالشجرة، ومع هبوب أول نسمة سأهوي أرضاً. صوتي مبحوح كصوت المرأة الحيزبون، ولم تعد عيناي تبصران موطئ الخطوة التالية لقدميّ. لقد انتهيت يابني.. نعم، كل شيء على مايرام!؟"
أحنى (كوسكوش ) رأسه على صدره وأنصت لوقع خطا ابنه على الثلج فيما كان يرحل. مدّ يده وتحسس الحطب إلى جانبه عوداً تلو الآخر، وفي قرارة نفسه كان يعلم أن النار ستلتهمهم جمعياً، وخطوة فخطوة سيكتنفه الموت، وعندما تحترق آخر حطبة، سيهاجمه البرد: في البداية ستتجمد قدماه، ومن ثم يداه، وسيسري الخدر بتؤدة من الأطراف إلى الأحشاء، وبعدها سيرتاح. الأمر بسيط، فكل الرجال سيموتون.
شعر (كوسكوش ) بالأسى، لكنه لم يفكر بمصدر هذا الأسى فقد كانت ذلك قانون الحياة ! إنه ابن هذه الأرض، ولم يكن هذا المصير جديداً بالنسبة إليه. إنه مصير كل حيّ، والطبيعة لاتتعاطف مع الأحياء، ولاتكترث بالفرد أبداً، فجلّ اهتمامها منصبّ على التجمعات والسلالات والأجناس. إنها فكرة مبهمة بالنسبة للعجوز (كوسكوش )، لكن عقله البسيط استطاع إدراكها. لقد شاهد أمثلة حيّة على ذلك خلال مسيرة حياته: تكوّن النسغ البسيط في الصباح الباكر، ومن ثم تفتح الأوراق الخضراء، ناعمة الملمس كالبشرة النضرة، فسقوط الأوراق الصفراء اليابسة. في ذلك تتجسد مسيرة الحياة كلها، لقد حددت الطبيعة للفرد مهمة واحدة؛ إذا لم يؤدها، يموت. وإن أدّاها، فالأمر سيان، يموت أيضاً! الطبيعة لاتعبأ بأحد؛ فثمة أناس كثيرون كانوا مطيعين، لكن هذه الطاعة لم تمنع عنهم الموت، فقبيلة كوسكوش قبيلة عريقة، عرف فيها رجالاً هرمين كما عرف آباؤه هرمين آخرين من قبل، وبالتالي فإن عيش القبيلة في الماضي وانصياح كامل أفرادها للطبيعة ضارب في القدم، لكن معالم وجودهم ومواطن استقرارهم ذهبت الآن مع الريح. لم يحسبوا أيام حياتهم لأنها كانت مجرد سلسلة من الحوادث، وكان رحيلهم أشبه برحيل الغيوم من سماء الصيف، وكوسكوش نفسه مجرد حادثة عابرة، وسيرحل أيضاً. لم تكترث الطبيعة بأحد؛ لقد حددت هدفاً واحداً للحياة لكنها قيدتها بقانون: هدف الحياة الخلود. ولكن هيهات! فالموت يحكمها.
وهاك مثالاً آخر عن قسوة الطبيعة: الفتاة العذراء مخلوق جذاب ملفت للنظر؛ بفتوتها وشموخ صدرها، ورشاقة جسدها، وبريق عينيها، لكن مهمتها الأزلية ماثلة أمامها: يشرق النور في عينيها، تتسارع خطواتها، لتصبح أكثر جرأة وأرقّ فؤاداً مع فتيان القبيلة، وتهبهم من هيجان عاطفتها دائماً لتزداد جمالاً في عيون الناظرين، حتى يأتي أقلّ الصيادين قدرةً على ضبط عواطفه ويأخذها إلى خيمته لتطبخ له ولتخدمه ولتصبح أمّاً لأطفاله. ومع مجيء ذريتها، يتلاشى جمالها: تضمر أضلعها وتجرّ بعضها بعضاً، ليخبو السحر في عينيها، ويكون مرح الأطفال قرب النار العزاء الوحيد لخدود المرأة الهندية العجوز الذابلة، لقد أدت وظيفتها، وبعد فترة قصيرة، مع أول وخزة من وخزات المجاعة، أو أول رحيل مفاجئ للقبيلة، ستترك هذه المرأة في وحشة الثلج وحيدة، كما تُركت أنا، مع كومة ضئيلة من الحطب. ذلك هو القانون!
أذكى (كوسكوش )، زعيم القبيلة السابق، النار بعود آخر من الحطب وبدأ يجترّ ذكرياته، تذكر كيف ترك والده في أعالي قمم جبل (الكوندايك ) في أحد فصول الشتاء يواجه حتفه وحيداً.
مرت على (كوسكوش ) أيامٌ وفيرة الطعام والراحة والمرح حيث كانت البطون متخمة، بل إنّ الطعام تُرك ليفسد ويتعفن، في تلك الأيام كانت الحيوانات ترعى في مضاربهم آمنة مطمئنة، وحتى النساء كنّ مخصبات وأنجبن الكثير من الأطفال، كما عاصر لسبع سنوات أوقات ندرة الطعام وخواء البطون؛ حين اختفى السمك وتَعَذَّرَ صيد الطرائد.
تذكر أيضاً، عندما كان غلاماً صغيراً، كيف افترست الذئاب أحد الأيائل القطبية الشمالية. كان معه صديقه (زينجها )، الذي قتل فيما بعد في نهر اليوكون). آه! يالقصة ذاك الأيل
في ذلك اليوم خرج (كوسكوش ) و (زينجها ) للعب عندما شاهدا على حافة النهر آثار خطوات أيل حديثة.
قال (زينجها ): "إنها خطوات أيل عجوزٍ، لايستطيع أن يركض كالآخرين، إنه متخلف عن أخوته بحيث فصلته الذئاب عن الأيائل الأخرى، ولن تتركه أبداً".
وكان الأمر كذلك، لم تتوقف الذئاب ليل نهار عن نهش أنفه وعضّ قدميه، ومكثت معه حتى النهاية.
شعر (زينجها ) و(كوسكوش ) بسرعة جريان الدم في عروقهما فالنهاية ستكون مشهداً يستحق المتابعة!
تقفيا أثر خطوات الأيل والذئاب، وكل خطوة روت لهم قصة مختلفة، رأوا المأساة بكامل تفاصيلها، هذا هو المكان الذي توقف فيه الأيل ليبدأ القتال، كانت سماكة الثلج ثلاثة أقدام، ضرب الأيل أحد الذئاب بحافره الثقيل فصرعه على الفور.
وشاهدا أيضاً كيف حاول الأيل جاهداً الفرار عبر صعود التلة، لكن الذئاب انقضت عليه من الخلف، فتقهقر الأيل وسقط ساحقاً اثنين منهم، كان واضحاً أن النهاية قاب قوسين أو أدنى، فالطريق تخضب بدم الأيل، وسمع كوسكوش وزينجها أصوات هدير المعركة -لم يكن ذلك الصياح عواء هازجاً للذئاب مجتمعة، بل حشرجة وحوشٍ تنهش لحم فريستها.
زحف كل من (كوسكوش ) و(زينجها ) على بطنه خشية الذئاب، وشاهدا النهاية بأم أعينهما. كانت النهاية صورة مؤثرة لازمت كوسكوش طوال حياته، تراءت الآن لعينيه الباهتتين الكليلتين كما رآها مع زينجها في الماضي الغابر.
تأمل (كوسكوش ) ماضيه لفترة طويلة، حتى خمدت النار وتغلغل البرد في عظامه. أذكى النار هذه المرة بعودي حطب، تاركاً عودين ستكون حياته رهينة بهما. آه! لو تتذكر (سيتكوم توها ) جدها الآن، وتعود حاملة ملء ذراعيها حطباً، عند ذلك ستطول ساعاته المتبقية، وسيكون الأمر يسيراً، لكنها كانت دائماً طفلة لا مبالية، ولم تحترم أجدادها منذ أن وقعت عينا (بيفر ) -حفيد (زينجها )- عليها للمرة الأولى. لكن ماجدوى هذا الكلام الآن؟ ألم يفعل (كوسكوش ) الشيء ذاته في شبابه المنصرم؟ أعار (كوسكوش ) سمعه لوهلة للسكون المطبق، ربما يرق قلب ابنه ويعود مع القافلة ليحمله إلى حيث ترعى الأيائل المترهلة بكثرة.
أرهف (كوسكوش ) سمعه، وهدأ عقله المضطرب للحظة، لم يبد أية حركة على الإطلاق، تنفس في غمرة السكون المهيب، إنها عزلة رهيبة. وضع إحدى قطعتي الحطب الأخيرتين فوق النار. أنصت! أي صوت غريب هذا؟ أتراه يصدر عن احتراق الحطب في النار؟ لا، إنه ليس الحطب! سرت القشعريرة في جسده عندما عرف الصوت.. الذئاب قادمة! أعادت صرخة أحد الذئاب إلى ذهن (كوسكوش ) صورة الأيل الهرم الممزق جسده إلى أشلاء يتقاطر منها دم قان على الثلج، خَضَّبَ العظام المجرومة رمادية اللون لكن بعد أن جمد. كما تراءت له أشكال الذئاب الغبراء المندفعة بعيون براقة، وألسنة طويلة سال لعابها، وأنياب حادة وهي تقترب منه بحذر بطيء لتكمل الحلقة من حوله.
داعبت أنفه هبة هواء باردة ورطبة، وعلى إثرها انتفضت روحه واستيقظت. امتدت يده إلى النار وسحبت منها عوداً مشتعلاً. شاهد الذئاب النار لكنه لم يخف، بل استدار وأصدر عواء في الفضاء دعا به أخوته الذئاب. لبَّت الذئاب نداء الجوع وقدمت مسرعة.
أصغى الهندي العجوز للذئاب الجائعة وهي تشكل حلقة حوله وحول ناره الضئيلة. لوَّح (كوسكوش ) بالعود المشتعل. لكن الذئاب اللاهثة لم تتحرك من مكانها. بل إن أحدها أخذ يقترب أكثر كما لو أنه يريد أن يبلوَ قوة هذا الرجل العجوز، تقدم الثاني، وتبعه الثالث؛ كما لو أن فكرة التراجع كانت مستبعدة تماماً.
لماذا علي أن أقاتل؟ وعلام أتشبث بالحياة؟ سأل (كوسكوش ) نفسه، وأفلت العود المشتعل، ليسقط من يده ولتخمد ناره في الثلج. كانت حلقة الذئاب تضيق عليه أكثر فأكثر، حين قفزت إلى مخيلته صورة الأيل أثناء معركته الخاسرة. فطأطأ (كوسكوش ) برأسه على ركبتيه أهـ
_______________________
هل تتزوجيني ؟؟
قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة ...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...
ما أنت إلا بمجنون ...
أو مشفقٌ على عمياء العيون ...
قالَ ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصيري زوجتي ...
وقد رزقني الله المال ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...
قالت ...
إن أعدتّ إليّ بصري ...
سأرضى بكَ يا قدري ...
وسأقضي معك عمري ...
لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...
وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...
وستوفين بوعدكِ لي ...
وتكونين زوجةً لي ...
ويوم فتحت أعيُنها ...
كان واقفاَ يمسُك يدها ...
رأتهُ ...
فدوت صرختُها ...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ ...
لا تحزني يا حبيبتي ...
ستكونين عيوني و دليلتي ...
فمتى تصيرين زوجتي ...
قالت ...
أأنا أتزوّجُ ضريرا ...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...
فبكى ...
وقال سامحيني ...
من أنا لتتزوّجيني ...
ولكن ...
قبل أن تترُكيني ...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
أن تعتني جيداً بعيوني ...
شعر
نزار قباني
______________________
قصة اخت دمرت حياة اختها
!!!
تقول الفتاة
نحن تسعه اخوه,,,اخي الاكبر والذي يليه يعملان في وظيفتين محترمتين,ولهما صيت طيب بين الناس..اختي الكبرى متزوجه من رجل يتمتع بمكانه جيده فالمجتمع,واختي التي تليها تدرس فالجامعه .,اما اختي التي تكبرني مباشره وهي ضحيتي فهي فالسنه الاخيره من الثانويه,وتسبقني بعام واحد,اما الباقون فهما اختاي اللتان تصغرانني واخي الصغير الذي يدرس فالمرحله الابتدائيه..
عائلتنا محترمه جداً,تتميز بسمعتها الطيبه واصولها العريقه,, ووالدي يعمل في التجاره وامي امرأه اميه ولكنها حرصت على ان نكون جميعنا من المتفوقين الناجحين بعد ان زرعت بداخلنا حب المذاكره والحرص على تحقيق المكانه المناسبه فالمجتمع,,إن كل اخوتي واخواتي كانوا يسيرون على منهج واحد,,وهو منهج الاستقامه والخوف من الله الذي تربينا عليه كلنا,,الا انا,نعم اعترف بهذا فانا أختلف عنهم كلهم,,كنت عاصيه,,لا أحب الالتزام بشي,,ولا أرغب في ان يفرض علي الاخرون نظاماً يقيدني به..أحب الحريه واحب ان اعيش بلا قيود من أحد..
تعرفت على صديقه جديده فالمدرسه وصرت اقضي معظم وقتي معها,,سواء في المدرسه ام في البيت حيث نتحدث عبر الهاتف طوال الوقت,,كانت اختي تنصحني بالابتعاد عن هذه الصديقه فهي سيئه السمعه,,ولا يحبها احد فالمدرسه,ولم اكترث لنصيحه اختي كعادتي,,وتمسكت بتلك الصديقه أكثر وأكثر,,صرت ازورها في منزلها وهي تزورني في منزلي,,عرفت بانها على علاقه بشاب وقد اقترحت علي ان اتعرف على صديق ذلك الشاب,,وبقيت تلح علي وتحاول ان تقنعني بأنني يجب ان أعيش مثل باقي الفتيات وأن اجرب الحب واستمتع بحياتي وشبابي..
ترددت كثيراً فالبدايه,,ثم دفعني الحاحها الشديد إلى التكلم مع الشاب بواسطه الهاتف,,لقد كنت خائفه فالبدايه,ولكنني تعودت على التحدث معه بشكل تدريجي,ثم تعلقت به وتعودت على سماع صوته,,واحاديثه الشيقه الممتعه وبسهوله استجبت لرغبته في لقائي.. تواعدنا والتقينا في مكان عام.. اعجبني شكله ووسامته,,وقد كنت خائفه جداً من الا يعجبه شكلي,فانا متوسطه الجمال,ولكنه أخبرني بانه قد بهر بجمالي,وانني ارق فتاه رآها في حياته..صدقته وتعلقت به اكثر واكثر.. وصلت الانباء لاختي فقد عرفت بعلاقتي بهذا الشاب,,ذلك لان صديقتي العزيزه صارت تحكي للطالبات عن مغامراتي مع ذلك الشاب متباهيه بانها هي التي عرفتني عليه,,عرفت أختي فتأذت كثيراً وحاولت أن تنصحني بالكلام الطيب فلم أستمع لها..وبعد أن فشلت جميع محاولاتها أخذت تهددني بكشف امري امام اهلي,,بصراحه..خفت كثيراًلان والدي محافظ جداً وكذلك أخوتي الكبار فهم لايمكن أن يتقبلوا شيئاً مثل هذا ببساطه,,وإنما يعتبرونه جريمه تستحق أكبر العقوبات..
خشيت من تهديد أختي فقررت ان امسك عليها زله تجعلني أهددها بها فلا تستطيع أن تفضح امري,,فكرت كثيراً فااغواني الشيطان اللعين الى تلك الخطه الحقيره فنفذتها بلا تفكير..في البدايه قمت بكسب ثقه اختي لاحظى بفرصتي المناسبه لتنفيذ الخطه,,فأخبرتها بانني نادمه على علاقتي بذلك الشاب وانني قررت الاستماع لنصائحها في التخلي عنه والاهتمام بدروسي,,صدقتني المسكينه وصارت تحاول كسب رضاي وصداقتي.. غيرت تعاملي معها,وصرت أضحك معها وأمازحها فكانت سعيده جداً بذلك وهي غير مصدقه بانني تغيرت فعلاً,,ثم اغتنمت فرصه نادره حيث اخبرتني أختي بانها اشترت ثوباً جديداً سترتديه في عرس صديقتها فطلبت منها ان ترتديه أمامي لاشاهده عليها,وبمنتهى البراءه خلعت ثيابها المنزليه لترتدي ذلك الثوب,,وبمنتهى الخبث قمت بتصويرها بواسطه الكاميرا الموجوده على الهاتف الذي استعرته من ذلك الشاب,,ولم تنتبه أختي لما قمت به بخفه وبسرعه.. اعتقدت بانني حققت نجاحاً رائعاً بعد ان صورت اختي وهي شبه عاريه..
وفي اليوم التالي اعدت الهاتف الى الشاب,,وكنت قد أخبرته من قبل بنيتي واستحلفته بالاينظر الى صوره أختي أبداً إذا كان يحبني فعلاً لقد شجعني على تنفيذ الفكره وأحضر لي هاتفاً متطوراً جداً يقرب الصوره ويبعدها,,أوتوماتيكياً وبكل سهوله,,وأقسم لي بحبنا أنه لن يشاهد الصوره أبداً وإنما من اجلي ومن أجل الاتفرق أختي بيننا.. بعد أن اصبحت مطمئنه لكل شي عدت لوضعي السابق في تعاملي السيء مع أختي,وصرت اخرج مع الشاب واحدثه امامها,فحاولت ان تهددني فأخبرتها بانني املك تسجيلاً صورياً لها وهي شبه عاريه,,وهذا التسجيل موجود لدى ذلك الشاب وانا مستعده ان استغله واريه لوالدي وأخوتي إذا قامت هي بإخبارهم عن علاقتي به..
اصيبت أختي بصدمه عنيفه,,وأخذت تبكي وتلطم خديها ثم أغمي عليها ونقلت الى المستشفى ولم تسترد عافيتها بسهوله,,اما ذلك الشاب النذل...(الحين حست انه نذل) فقد قام بتوزيع ذلك التسجيل على كل الشباب.. وفي لمح البصر اصبحت سمعه اختي على كل لسان حتى وصل الخبر الى ابي وإخوتي فقاموا بضربها ضرباً مبرحاً اوصلها الى غرفه العنايه المركزه وهي بين الحياه والموت,,أما ذلك الحقير الذي أحببته فقد أخبرني بأنه لم يقصد أن يوزع الصور وانما حدث ذلك بالخطا ثم أخذ يتكلم معي بصوره بذيئه فيقول:أختك اجمل منك بكثير,عموماً فأنتم الان عائله وسخه,,سمعتكم سيئه,,فلا تحاولي ان تكوني شريفه معي ودعينا نتمتع بدون تمثيل كاذب وادعاء زائف بالفضيله...
وفي هذه اللحظه ادركت الجريمه الشنيعه التي ارتكبتها بحق أختي المسكينه وبحق عائلتي كلها,,, فقد منع زوج أختي الكبرى زوجته وابناءه من زيارتنا,,وقد فسخ أهل خطيبه أخي الخطوبه على ابنتهم,,بعد التشويه الذي طال عائلتنا ودمرها...
لا يمكن ان اسامح نفسي يوماً على ما فعلته أبداً,,حاولت أن اعترف بجريمتي,,ولكني لم استطع,,الخوف لجم لساني ولم أمتلك الشجاعه لكشف الحقيقه للجميع,,على الرغم من عذاب الضمير الذي يقطعني باستمرار,,لذلك قررت ان اجعل قلمي اشجع من لساني فيسطر الحقيقه المره,,وما قمت به تجاه كل من حولي,,
رساله بسيطه أوجهها الى كل شاب لديه ضمير فأقول له:لا تستمتع بمشاهده تلك الصور لبنات الناس,, فلربما تجد صوره أختك أمامك فتنقلب حياتك رأساً على عقب,,
لا حول ولا قوة الا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل
_____________________
قبسة نور من الحب والإخااء راائعة
القصة حصلت في أمريكا ويقول راويها:
مررت أنا وابني بملعب حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني يلعبون لعبة البيسبول
(ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة فأعلى درجة من النقاط يتم تحقيقها بمرور اللاعب على أربع نقاط حول الملعب راجعاً للنقطة الأم التي بدأ منها)
وسألني ابني "هل تعتقد أنهم سوف يسمحون لي باللعب؟ وكنت أعلم أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود شخص معاق مثل ابني في فريقهم. ولكني كأب كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب، فإن ذلك سوف يمنحه الإحساس بالانتماء وبعض الثقة في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم اعاقته
واقتربت متردداً من أحد الأولاد في الملعب وسألته (ولم أكن اتوقع منه الكثير)، إن كان يمكن لابني "!!!!" أن يلعب معهم. ودار الولد ببصره، ثم قال نحن نخسر بستة جولات، واللعبة في دورتها الثامنة أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب
وتهادى ابني "!!!!" بمشيته المعوقة إلى دكة الفريق، ولبس فانلة الفريق بابتسامة واسعة على وجهه وراقبته بدمعة فرح رقيقة والشعور بالدفء يملأ قلبي ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لابني
وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة ولكن بقي الخصم متفوقاً عليهم بثلاثة جولات
ومع بدء الجولة التاسعة اعطوا ابني قفازاً ولعب في أيمن الملعب، ورغم أن الكرة لم تأت عنده إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين لمجرد وجوده باللعبة واتسعت ابتسامته لأقصى حد وأنا ألوّح له من وسط المشجعين.
وأحرز فريق ابني نقاط إضافية وتقلص الفارق إلى نقطتين، مما جعل الفوز ممكنا
وكان الدور على ابني ليمسك بالمضرب، فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟
لدهشتي أعطوه المضرب، رغم أن الكل يعرفون أنه من المستحيل أن يحرز نقاط الفوز، حيث انه لا يمكنه حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة، ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة بصورة متقنة
ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني "!!!!" يضحي بالفوز لهدف أسمى، وهو إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة التي لا تتكرر، قدم مفاجأة أكبر فتقدم عدة خطوات وألقى الكرة برفق لابني حتى يتمكن على الأقل من لمسها بمضربه
وحاول ابني ضرب الكرة ولكنه لحركته المعاقة فشل
وخطا مدافع الخصم خطوات اضافية مقترباً من ابني ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني
وضرب ابني الكرة بضعف وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة
وتوقعنا أن هذه نهاية المباراة
وتلقف المدافع من الفريق الخصم الكرة بطيئة الحركة وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى
وكان ذلك سيجعل ابني يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه
وبدلاً من ذلك رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله بعيداً عما يمكن أن يطوله أي من أعضاء فريقه
وبدأ الكل يصيح مشجعاً من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين : اجر يا "!!!!" اجر إلى النقطة الاولى
وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني، واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى
وترنح في طريقه على خط الملعب، وعيناه واسعتين حماساً وارتباكاً
وصرخ كل من كان في الملعب اجري إلى النقطة الثانية،
ووصل ابني إلى النقطة الثانية لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يعوقه كان يعدل اتجاهه بحيث يصل للنقطة الثانية وهو يشجعه اجري يا "!!!!" للنقطة الثانية !
وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى اجري حتى النقطة الثالثة
والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى
وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاء الكرة عالياً بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة
وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز
وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى النهاية
وبعد ان تخطي الثالثة وقف المتفرجين حماساً وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها!
وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة
في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة قبسة نور من الحب الصادق والإنسانية إلى هذا العالم.
ولم ير ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء، ولكن لم ينس حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم!
انتهت القصة والآن لدينا تعليق قصير عليها:
يلاحظ أننا كلنا نرسل آلاف النكات عبر بريدنا الالكتروني دون أن نفكر لحظة واحدة أما حين يأتي الأمر لإرسال رسائل حول الاختيارات ما بين البدائل في الحياة فإن الكثير من الناس يتردد ويفكر فيمن يرسلها له ومن لا يرسلها
فإن كنت تفكر في إرسال هذه الرسالة فإنك غالباً ما تفكر فيمن لا يناسبهم إرسال هذه الرسالة، ولكن من أرسلها إليك يعتقد
أنه يمكن لنا كلنا أن نحدث تأثيراً ونجعل العالم أفضل خاصة اننا أمة محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
يصادف كل منا آلاف الفرص كل يوم أن نضبط التنظيم الطبيعي الرائع للأشياء
وتوفر لنا الكثير من المعاملات التي تبدو قليلة الأهمية أن نختار ما بين بديلين:
هل سنقدم قبسة نور من الحب والإنسانية أم سنترك الفرصة تضيع ونترك العالم أكثر برودة عما كان؟
هناك مقولة لحكيم ذكر أن المجتمعات تقاس بمدى رقي أو عدم رقي في طريقة معاملتها للأقل حظاً من أبنائها
_______________________
نص تولستوي بعنوان (البطة والقمر)
كانت بطة تسبح يوماً في النهر، باحثة عن السمك، وانقضى اليوم بأسره، دون
أن تعثر على سمكة واحدة، حينما أقبل الليل شاهدت البطة القمر منعكساً على
سطح الماء، واعتقدت أنه سمكة، فغطست في الماء لتمسك به، ورأتها البطات
الأخريات، فاندفعن ضاحكات منها. ومنذ ذلك اليوم، غرقت البطة في الخجل، إلى
حد أنها عندما ترى سمكة تحت الماء لا تحاول الإمساك بها. ولم يمضِ وقت
طويل حتى ماتت جوعاً
__________________________________
الأسد والبعوضة)*
لافونتين (1621- 1695)
إليك عني يا حشرة حقيرة، يا حثالة المخلوقات جميعاً" هكذا خاطب الأسد
يوماً البعوضة، فجاء ردها عليه في الحال، إذ قالت: أتحسب أن اسمك الملكي
سيجعلني أرجف خوفاً من الرأس حتى القدم؟
فالثور الذي يربو عليك بحجمه أسوقه حثيما أريد!"
ولم تتمهّل لحظة، وصوتَّت نفيرها كأنه الفارس والبوقي معاً، وراحت تئز وهي
تدور الدوائر فوق رأسه تتحيّن فرصتها، ثم انقضّت عليه، ولدغته في عنقه.
فجُّنَ الأسد العظيم، واشتعلت عيناه بالغضب، وأطلق زئيراً، ارتعشت له
أوصال جيرانه، واختبأوا في الأوكار والحجور، وعمّ الرعب أرجاء الغابة
كلها. وما السبب إلا بعوضة صغيرة.
وراحت البعوضة العفريتة تندس كشيطانة في كل عضو معرّض في الليث الهصور فهي
مرة تخرق بوزه، ومرة قدمه، ومرة تنخز مؤخرته، ثم خاصرته. ومرة تتوغل في
أعماق منخريه. وطغى هياج الأسد، وأزبد شدقاه، والمعذّبة الماكرة تضحك منه
وهو يعمل كامل عدته من ناب ومخلب للشرب من دمها، عبثاً!
أدمى الملك بالحك جنبيه، وراح يخبط بالذيل ردفيه، ويصارع الهواء المحيط
به- إلى أن خارت قواه، وأنهكه السخط والصياح، وتهاوى على الأرض أخيراً،
عاجزاً عن كل حراك. وطارت البعوضة المظفرة بعيدة عنه في هالة المجد،
ونفيرها الذي أعلن في البدء تحديها، أعلن الآن انتصارها، ولكنها إن حلقت
هنا وهناك إذ لتسمع الجميع أنباءها، اصطدمت بشبكة نسجتها العنكبوت وسقطت
فريسة فيها، في هذه الحكاية درسان: من الغباء أن تحكم على الخصم قياساً
على حجمه، والمرء قد ينجو من أنياب خطر عظيم، ليلقى مصرعه في عارض حقير..".
البعوضة والأسد (تولستوي)
طارت بعوضة ذات يوم نحو ملك الغابة وقالت له: إنك تظن إنك أقوى مني، ألا
تظن ذلك؟ طيب. إنك مخطئ تماماً: ماطبيعة القوة التي تمتلكها؟ إنك تمزّق
بمخالبك وتعض بأنيابك على نحو ما تتشاجر النسوة الفلاحات مع أزواجهن، أما
أنا فإنني أقوى منك هيا بنا لنتقاتل.".
أصدرت البعوضة طنينها، وشرعت تلدغ الأسد في أنفه، وخديه المجردين من
الشعر، أخذ الأسد يضرب بمخالبه، فخمش وجهه ومزّقه، حتى تدفق الدم، وحلّ به
الإرهاق.
طارت البعوضة بعيداً، وهي تطن في انتصار، ولكن الوقت لم يطل بها إذ سقطت في خيط العنكبوت الذي شرع في مصّ دمها.
مضت البعوضة تحدث نفسها قائلة: "لقد تغلبت على الأسد أقوى الحيوانات، أما الآن فقد وقعت فريسة لعنكبوت بائس سيقضي عليَّ حتماً!".
___________________________
1 ـ الساقية ـ سالم شاهين:
صاحت النخلة بصوت حازم:
ـ لا تصرخ أيها الغراب، ودع الساقية تنام بسلام..
وقالت شجرة الزيتون : يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي..
وقالت شجرة أخرى: ـ وماذا نفعل أيتها الأشجار؟:..
وساد الصمت من جديد، وهنّ ينظرن إلى الساقية التي مسَّها المرض، وقطعت شجرة التوت صمت الأشجار: يا عيني… لكم هو شاحب وجهها…
كلهن شاخصات إلى الساقية، التي تحمل الماء كل يوم لتروي عطشهن، ولتغتسل به
الطيور. أما الآن، فقد مسَّ الجميع العطش الشديد، ونفضت الأشجار ثمارها
قبل النضوج، مرت الأيام، وامتقع وجه الساقية.
صاحت شجرة التين بعزم: إذا بقينا فسنموت جميعاً..
وقالت شجرة التوت: ارحمنا يارب فأنت الرحمن الرحيم..
وقالت شجرة الرمان بصوت يائس: ما أتعس حظنا…
فقالت شجرة الزيتون بوقار: لنبعث إلى المطر علّه ينقذنا من المحنة..
فرحت شجرة التفاح: أجل لنرسل رسالة إلى المطر. وهذه ورقة مني..
وقالت شجرة التين: ورقتي أكبر..
أجابت ورقة الزيتون: بل ستقدم كل منكن ورقة لكتابة الرسالة..
فرحت الأشجار، وكتبن الرسالة، وتقدم الغراب قائلاً:
وسأحملها إلى المطر، وقالت الحمامة: سأكون معك أعينك على حملها وطار
الاثنان، بعد أن ودّعا الأشجار، واختفيا عن الأنظار وبقين ينتظرن مجيء
المطر..
___________________________
2 ـ حلم فراشة ـ سعدي الـعقابي:
استعدت الفراشة الصغيرة التي اكتملت أجنحتها للطيران صباح غد.
هو اليوم الأول الذي تحلّق فيه فوق الأزهار في الحديقة التي تقع في أطراف
المدينة، كانت تملؤها الرغبة في الطيران، والرقص فوق الأزهار، وتحت ضياء
الشمس الدافئة في ربيع دافئ جميل، سألت الفراشة الصغيرة أبواها:
ـ أهناك خطر على الفراشات في الحديقة؟
فأجابا:
ـ نعم يا فراشتنا الجميلة. ثمة أطفال صغار يعبثون فاحذري أن تقعي في شباكهم..
أخذ الفراشة، حلم جميل، فقد استيقظت في صباح ربيعي ندي تنفسّت مبكرة،
وبدأت رحلتها الأولى بين الأزهار، تنتقل مزهوّة، سعيدة، محلّقة، وتوغلّتْ
في عمق الحديقة، مبتعدة وهي تداعب زهرة، طرق سمعها ضجيجاً، سدَّ عليها
طريقها، فعرفتْ، أنه الخطر الذي حذّرها منه أبواها.
حدقّت، فرأتهم يقتلعون الغرسات الصغيرة، ويقطعون الأزهار، شعرت بالخوف،
فحاولت الطيران، والإفلات منهم، إلاّ أن فكرة قد ارتسمت في ذهنها، وهي أن
تستنجد بطفل هادئ الطبع، يسير بتمهل، فاستقرت على يد الطفل تعبة، خائفة
حزينة، فوجدت عنده الأمان، فقال لها: لا تحزني، ولا تخافي فلما شاهد
الأطفال ما جرى، منحوها الأمان، بشرط أن تلعب معهم كلهم…
ومنذ ذلك الحين، اعتادت الفراشات أن تلعب، وتمرح مع الأطفال في الحدائق العامة..
___________________________
3 ـ سلحفاة ـ حيدر غازي سلمان.
حملها بيديه فرحاً، بينما أخفت السلحفاة رأسها، وأطرافها داخل درعها الحصين.
ظلّت ساكنة تنتظر خلاصها، فقال: (ماذا أفعل بسلحفاة ميتة؟) وقلبّها مفكراً..
طرأت فكرة في رأسه وقال: لماذا لا أعيدها إلى الماء؟!..
أحسَّت ببرودته، فأخرجت رأسها وأطرافها رامقة الصبي بنظرة شكر، واندفعت بقوة..
أطلق الصبي ضحكته فرِحاً ليشارك السلحفاة فرحها بعودتها إلى الماء.
__________________________
4 ـ نخلة أحمد ـ شاكر الكناني:
ذات يوم، في صباح كانون بارد، تستيقظ العائلة على دوي مفزع، فتهرع إلى باحة الدار، وتسمع لغطاً في الشارع القريب، ونداء:
ـ إلى الملاجئ.. إلى الملاجئ… قصف…قصف…قصف…
ويسود صمت، ثم ينتشر دخان كثيف.. ينبئُ عن حريق، فيصرخ ابن العائلة:
ـ لقد احترقت نخلتنا.. لقد ماتت…
فيردّ والده بثقة:
ـ ألم أقل قبل أيام أن النخلة لا تموت أبداً.. اسقها يا بني..
ظلّ الصبي أحمد مواظباً على سقي نخلته يومياً، بدلو من الصفيح، ممتثلاً لنصيحة أبيه..
وفي يوم من أيام الربيع، ينادي أحمد أباه فرحاً:
ـ في نخلتنا خوصة خضراء..
يحتضن الأب ولده، ويقبّله بين عينيه، ثم يرسل نظراته إلى قمة النخلة ليرى
خوصة خضراء فعلاً، تتبعها خوصتان. فثلاث خوصات، فسعفة خضراء، فسعفتان،
فثلاث سعفات متصّلات بتاج من السعف الأخضر، يكلّل قمة النخلة.
ومرّ الربيع، وجاء الصيف، فأثمرت نخلة أحمد بالرغم من لون جذعها الأسود
________________________
في البداية
غوردون أ. آدامسون Gordon I Adamson
في البدء كان الرب .
الرب خلق السماوات والأرض،وجاء الديناصور. ثم البشر، الذين أخترعوا العجلة، والكتب، والفن، والموسيقى، والسينما، والعربات، والطائرات، والتلفزيون، والكمبيوتر، وسفن الفضاء، وأربطة العنق، والأسلحة الذرية.
بعدها أنقرض البشر.
في النهاية، لم يبق غير الرب، وملايين "أربطة العنق" التي لا يحتاجها أحد.
_______________________
الترجمة
جاك كونتور Jack Contor
حينما هرعت المترجمة للأحتماء في الغابة،أحمر وجه قائد الحملة من الغضب .
"عودي أيتها الرعديدة الجبانة، أحتاج ترجمة كلمة الترحيب التي أطلقها هؤلاء البدائيون معبرين عن فرحتهم بنا ."
"اجري " صرخت المترجمة .
" الكلمة ،اجري،؟"
" كلا، الكلمة، لحم "
______________________
عدم أحساس
ج. آي. أور J.I. Orr
أتخذت مكاني على طاولة المطعم، فنهضت المرأة العجوز البيضاء عن الكرسي المجاور في الحال.
"ألاتحتملين الجلوس الى جانب رجل أسود؟ " قلت هازئاً.
"سيدي العزيز، " قالت " يجب أن لاتكون شديد الحساسية بهذه الدرجة، كيف لي أن أعرف لونك؟"
آنذاك، رأيت لون العصا التي تحملها، كانت بيضاء.
______________________
مختصرات أغريقية
كافاناه مورفي Cavanagh Murphy
الملك الأثيني المحارب، بعد حصاره لمدينة لوكونوس، أرسل رسالة :
"لو، أحتللنا لوكونوس،سنقتل كل الرجال، نستعبد نساءكم وأولادكم، نسلب ونحرق المدينة "
المدافعون الأسبرطيون بعثوا له الجواب :
" لو ... "
____________________
الصديق المخلص
شارون ديكيرسون Sharon Dichrson
عائداً من فيتنام، توقف كيني عند كابينة التلفون، وقد بلله مطر الليل .
"أبي، أنني كيني،أنا في طريقي لعبور الجسر في السيارة،لكي أصل البيت، لكن وتني ينبح ويزمجر ولايدعني أعبر بسهولة "
"عم تتكلم يابني ؟ وتني غرق الأسبوع الماضي وقت جرفت العاصفة ذلك الجسر.
______________________
الشعائر الأخيرة
ديفيد آي برونغارت David I. Brungart
غرقت عينا المرأة بالدموع وهي تستمع الى كلمات الطبيب :
"لم يعد الدماغ يعمل،يجب أن نوقف عملية الأنعاش المساعد حالاً، وقعي هنا رجاء."
وقعت، ثم غادرت الصالة بينما دخلت المرأة الأخرى .
"مالذي تفعله ؟ " سألت الطبيب.
"من أنت؟ "
"أنا زوجته، من التي كانت هنا؟"
___________________
الوسادة تحكي
فينسينت ج. نوهايمر
التفتت اليه هيلين،وقد أنعكست بعينيها أشعة الشفق .
"مايك، هل ستتزوج ثانية بعد وفاتي ؟"
" لم أفكر بذلك بتاتاً "
"حسناً، فكر به الآن "
"الآن؟ لكل حادث حديث "
" نعم، أريد أن أعرف ذلك الآن "
" لا أعرف، ربما نعم "
" هل ستعلمها نفس طريقتنا ؟ "
" كلا " أجاب مايك " هي علمتني "
_______________________
شراء صديق
ماثيو لاكموث Mathew Lackmuth
"ماما، هناك وحش تحت سريري " قال أندرو باكياً
" لا وجود للوحوش ياأندرو" ردت بحزم .
" فتشي عند الأسفل "
أنحنت لتنظر، كان من يتمطق تحت السرير، بعد دقائق، صدر ضجيج لمضغ مستمر ومقرف.
"شكراً أندرو " قال الوحش .
لن يقول له أحد أذهب الى النوم مبكراً، بعد اليوم.
________________________
عيد سعيد 1914
مايكل بورتاس Michael Portas
سمعت خطوات وجلة تتقدم نحو خندقي .
" عيد ميلاد سعيد، تومي "merry christmas ،tommy
أبعدت بندقيتي ولعبنا كرة القدم سوية،شربنا،وضحكنا، وعند الغسق، قبيل عودته، تعانقنا.
في الفجر أشتبكت الخنادق بالنيران من جديد . عينت صاحبي في الكريسماس بناظوري المقرب.
أبتسم لي، رافعاً يده محيياً،بينما كانت الرصاصة تستقر بين عينيه.
______________________
في إحدى المدارس وبينما كان مــعلم اللغة العربيــة
بالصف الأول متوسط يوزع اوراق الامــتحان
بعد أن صححها لطــلابه فإذا بأحد طــلابه يقول لو سمـحت
يا استاذ إن درجتي 8 من 10 وانت لم تــشر بعلامة خـــطا
أمام أي إجابه فرد عليه الأستاذ إن درجتك في التعبير انقصت منك درجتيــين،
فقال إني أًريـــد الدرجــه كلها اي 10من 10 وكان الطــالب مصر
على أن يأخــذ الدرجة كامــله
وأخذ يــجادل الأستــاذ فأراد
الأســتاذ بأن لا يحــرج تلميذه بأعتــباره أحد الطلاب المــتميزين في الفصــل
فقال له إذا احــضرت " تــراب الجــنه " فلك الــدرجه كامـــله
(من باب تحدي الطالب وعدم أخذ الدرجه كامله) .
في اليوم الثــاني اتى الطالب بكيــس تراب لمعــلمه..
فقال المـــعلم: ما هذا ؟ فرد عليه : هذا تراب الــجنة كما طلــبت !!
فقال كيف احــضرته ؟
فرد عليه : جــعلت امـــي تمــشي على التــراب ومن ثم جــمعته لك في هذا الكيـس
وانت كما اخــبرتنا أن الــجنة تحــت اقـــدام الامــهـــات ..
فنــــال الدرجــة الكامـــلة و اعجــــب المــعلم بذكــاء تـــلميذه
____________________________
غاسبار والمالك
تأليف.ميليان ودولارو ـــ ترجمة. لطيفة ديب
في أحد الأيام، ذهب مزارع يدعى "غاسبار" إلى المالك (أو إلى "المعلم"، كما اعتاد أن يناديه ) كي يدفع له حسابه. قرع الجرس ففتحت الخادمة الباب.
سأل غاسبار: "هل السيد في المنزل؟"
-"نعم، إنه يتناول الغداء مع ثلاثة من المدعوين، إنهم أصدقاؤه".
-" حسناً، قولي له إني هنا ومعي المال المستحق"
ذهبت الخادمة فأخبرت معلمها، "جاء غاسبار ليدفع لك إيجار الأرض الزراعية".
-حسناً، قولي له أن يصعد. أجاب المالك فوراً "واستدار نحو مدعويه وقال: "إنه فلاح طيب، لكنه ليس شديد الذكاء، سوف ترون كيف سأهزأ منه دون أن ينتبه لذلك. ستضحكون كما يحلو لكم بعد انصرافه".
وصعد غاسبار، فأدخلته الخادمة إلى غرفة الطعام.
-"نهارك سعيد يا سيدي".
-"نهارك سعيد يا غاسبار".
-"جئت أسدد الحساب".
-"حسناً". اجلس لحظة قرب الموقد، أنت قادم من بعيد، هذا يريحك".
جلس غاسبار ونظر إلى الآخرين الذين يأكلون. غمز المالك بعينه في اتجاه أصدقائه، ثم استدار نحو المزارع:
-"إيه غاسبار: هل من جديد في المزرعة؟"
-"أمر غريب يا سيدي، لقد وضعت بقرتنا خمسة عجول".
-"خمسة عجول يا غاسبار، هذا مستحيل، فليس للبقرة سوى أربع حلمات، ماذا سيفعل العجل الخامس عندما يرضع الآخرون؟"
-"يعمل مثلي، يا سيدي، يتأمل".
قال المالك وقد فهم قصد المزارع:
-"ضعوا صحناً وتوابعه لـ "غاسبار"".
وضع صحن المزارع، وجلس هذا الأخير على المائدة، وقدم طبق سمك، فوضع المالك بنفسه أصغر السمكات الموجودة في صحن غاسبار، أخذها المزارع الواحدة تلو الأخرى فوضعها بقرب أذنه مصغياً ثم أعادها إلى الصحن وهو يهز رأسه.
-"لماذا تحمل هذه السمكات إلى أذنك؟.
-"لأني أسألها عن أخبار عمي الذي غرق، لكنها أجابتني أنها صغيرة جداً ولم تكن قد ولدت بعد".
-"بودك أن نستشير السمكات الكبيرة؟ خذ هذا الشبوط"، وقدم بعد ذلك صحن جانبون شهي.
-"هل تريد قطعة منه، يا غاسبار؟"
-"بكل رغبة، يا سيدي".
فقدم له المالك قطعة رقيقة، ابتلعها غاسبار بلقمة واحدة، ثم أخرج سكيناً من جيبه فاقتطع لنفسه قطعة كبيرة من الجانبون وأكلها ثم قطعة أخرى وهم بتكرار فعلته.
"اسمع، يا غاسبار، ليس بودي أن أمنعك من تناول الجانبون، لكن يبدو أنك لا تدري أن الإكثار من الجانبون يجعل الإنسان أبكم؟
-"بالضبط يا سيدي، فزوجتي ثرثارة جداً. سأحمل لها الباقي وأطعمها إياه".
-"احمل، غير أني لا أريد أن أؤخرك، تعال إلى مكتبي لأعطيك الإيصال فوراً".
وما أن خرج غاسبار ومعلمه حتى أخذ المدعون يضحكون كما كان أخبرهم صاحب الدعوة، لكنهم لم يكونوا يضحكون من غاسبار.
________________________
العزاء
تأليف: أفيتيك إساهاكيان ـ ترجمة.هراج كل سحاكيان
حدث ذات يوم أن قضى الابن الوحيد لأرملة نحبه، تاركاً وراءه الأم الثكلى في حالة يُرثى لها. ارتدت الأم المفجوعة ثياب الحداد واستسلمت للدموع وانكفأت عن ممارسة أي نشاط وجثمت في الدار، لا تتحرك من مكانها إلا لتحرك الحطب وتوقد النار، فكان الدخان المنبعث ينتشر إلى كل أكواخ القرية حاملاً تأوهاتها الممزقة لنياط القلب. وكان أهالي القرية يرثون لحالها قائلين:
-يا لها من امرأة مسكينة تعيسة، ما أشد مصابها.
اجتمع نفر من الحكماء المسنين من أصحاب الخبرة والتجربة وجاؤوا إليها ووجدوها تنتحب على ضريح ابنها فلم يبخلوا عليها بالمشورة:
-كفى نحيباً يا أيتها المرأة البائسة، فالبكاء لا يعيد الفقيد والموت قدر لا مفر منه، فكلنا سنؤول إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً. هذه سنة الحياة وعلينا أن نتقبل قدرنا بكل قناعة ونتمتع بنعم الحياة قبل فوات الأوان. عودي إلى بيتكِ، فأحفادك اليتامى بأمس الحاجة إلى حنانك وعطفك. عودي إليهم ودعي الفقيد يرقد بسلام، فطوبى له ولرحيله المبكر من هذا العالم الفاني..
هكذا وعظ حكماء القرية، أصحاب الحنكة والدراية وقد أرادوا بصراحتهم تلك أن يستروا علامات الشفقة التي ظهرت على وجوههم، لكن المرأة الحزينة لم تقبل مواساتهم ومضت تبكي بمرارة.
واجتمع أثرياء القرية من أصحاب الجاه والنفوذ، وقصدوا المقبرة ووجدوا المرأة المنكوبة وهي تجلس قرب ضريح ابنها تبكي بحرارة فتوجهوا إليها قائلين:
-كفى بكاءً يا امرأة، فمن كتب له أن يموت سيموت. إن أحفادك لا يتمنون لكِ الموت، فعودي إليهم وأشعلي موقد الدار واعتني بهم، فلن يطول الوقت حتى يكبروا ويتقلّدوا دور الفقيد. لا تنسي أننا على استعداد لمساعدتكِ.
ولكن المرأة المفجوعة لم تتكلف عناء رفع رأسها واستمرت في النحيب وكأنها